المحتوى عبارة عن مقتطفات من "البداية و
النهاية"
اخترت الحقبة التي بدأت منذ لقاء سيدنا آدم بحواء
على الأرض
مروراً بارسال الرسل و الأنبياء حتى انتهاء
الخلافة الاسلامية بفرعها العربي القرشي
و انتقالها الى يد العثمانيين ..
هبط أبو البشر آدم عليه السلام في أرض الشام و
هبطت أم البشر حواء في مكان آخر
و قضيا وقت طويل في البحث عن بعضهما حتى عثرت
حواء عليه في مكة المكرمة
و ازدلفت اليه أي اقتربت منه فسمي مكان اللقاء
الأول مزدلفة ..
أنجبا قابيل و هابيل و اختين لهما ثم قتل أحدهما
الآخر ثم رُزقا بطفل فأسمياه هبة الله شيث
و قبل وفاة سيدنا آدم عهد الى ابنه شيث أمور
البشر و علمه ساعات الليل و النهار و العبادات
و أنبأه بوقوع الطوفان ثم جاءت الملائكة بأكفان
من السماء السابعة و عزّوا شيث بوفاة والده آدم عليه السلام و دفنوه
و بعد شيث جاء نبي الله ادريس عليه السلام الذي
لم يمت على الأرض فقد صعد الى السماء الرابعة على أجنحة الملائكة
و كان البشر حينها يعبدون الأصنام فأُرسل نبي
الله نوح عليه السلام و أمره عزو جل ببناء السفينة
حتى ينجو و من معه من الطوفان الذي أغرق الأرض .
بعد طوفان سيدنا نوح لم يبقَ من البشر سوى ذرية
أبناءه سام أبو العرب و حام أبو الحبش و يافث أبو الروم ..
جاء قوم عاد الذين ينحدرون عن سام ابن نوح حيث
كانوا أول من عبد الأصنام بعد الطوفان
فأرسل لهم الله تعالى نبيه هود فكذبوه فهبّت
عليهم ريح كشهب النار دامت سبع ليالي
و ثمانية أيام فلم تدع منهم أحداً سوى هود عليه
السلام و بعض المؤمنين ..
ثم جاء قوم ثمود الذين حنطهم الله لأنهم كفروا
بآياته التي أرسلها مع رسوله اليهم صالح عليه السلام
بعد تلك الحقبة بقليل لم يبقَ على الأرض سوى
ثلاثة مؤمنين
هم سيدنا ابراهيم عليه السلام و زوجته سارة و
ابن أخيه لوط عليه السلام و باقي البشر كانوا جميعهم كافرين بوجود الله
في ذلك الوقت ذهب خليل الله ابراهيم الى مصر ثم
عاد و معه زوجته هاجر القبطية التي ولدت له اسماعيل
و بسبب غيرة سارة من هاجر رحلت الأخيرة مع ولدها
الرضيع اسماعيل الى منطقة اسمها الآن مكة
حيث كانت مكة حينها صحراء ليس فيها ماء فأصبحت
هاجر تسعى بين الصفا و المروة حتى تجد ما يسد عطشها و جوع رضيعها
فعثرت بقدرة الله تعالى على ماء في موضع يدعى
زمزم فشربت و أرضعت ولدها
ثم مر في المكان بدو أعراب فسكنوا بجانب الماء و
ترعرع اسماعيل و تعلم اللغة العربية منهم
ثم ماتت أمه و جاء سيدنا ابراهيم الى مكة حيث
كان الله تبارك و تعالى
أمره ببناء بيت فيها
أمره ببناء بيت فيها
"By Loai Asmi"
فرفع مع ولده اسماعيل أعمدة البيت العتيق ..
فرفع مع ولده اسماعيل أعمدة البيت العتيق ..
في ذلك الوقت كانت سارة قد ولدت لسيدنا ابراهيم
طفله الثاني اسحاق و الذي أنجب يعقوب و ذريته من بني اسرائيل
و منهم كان سيدنا يوسف ابن يعقوب الذي رموه
أخوته في البئر ثم أصبح عزيز مصر
ثم بعث الله سيدنا موسى و أخوه هارون على بني
اسرائيل و تبعهم يوشع بن نون
و جاء بعده سيدنا داوود الذي يعود بنسبه الى
يهوذا بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم عليهم السلام
حيث كان سيدنا داوود في جيش المؤمنين بقيادة
الملك طالوت لقتال جيش العمالقة الآراميين بقيادة ملك المشركين جالوت
ثم تزوج سيدنا داوود من ابنة الملك و جاءته
النبوءة بعدها و أنزل عليه الله تعالى الزبور
ثم جاء بعده نبي الله تعالى سليمان عليه السلام
الذي وحّد الأسباط أحفاد سيدنا يعقوب الاسرائليين
الذين عادوا و انقسموا بعد وفاة سليمان عليه
السلام الى أن بُعث سيدنا زكريا ثم يحيى من آل عمران خادم الهيكل عليهم السلام
و كانت مريم بنت عمران تقضي وقتها بالعبادة الى
أن نفخ فيها جبريل لتنجب سيدنا عيسى عليه السلام
الذي حمل الرسالة السماوية المسيحية لليهود حتى
يتوقفوا عن عبادة هيكل سيدنا سليمان
و يعودوا الى عبادة الله الواحد لكن اليهود
تآمروا عليه مع أحد اتباعه
فحاولوا قتله فرفعه الله عز و جل الى السماء في
بداية القرن الأول الميلادي
فأكمل أتباعه نشر رسالته قرنين آخرين من الزمن
حتى عمت الديانة المسيحية أوروبا
حيث كانت أوروبا حينها تحت سيطرة الدولة
الرومانية التي قامت على أنقاض الحضارة الاغريقية ..
اعتنق ملك الرومان قسطنطين الديانة المسيحية و قام
بنقل العاصمة من روما الى منطقة على ضفاف البوسفور
و سماها
القسطنطينية و جعل المسيحية الديانة الرسمية في أوروبا
و هنا بدأت الامبراطورية البيزنطية في عهد هرقل
الذي أعلن تقسيم الامبراطورية
الرومانية بين الشرق و الغرب في أواخر القرن
الثالث الميلادي و استمرت الف سنة يتخللها انتكاسات و هزائم مع الدولة الاسلامية
التي ظهرت لاحقاً
.. في القرن الرابع و الخامس الميلاديين كانت قد
بدأت حروب التوسع و حماية الحدود
بين
الامبراطورية البيزنطية و الرومانية و الساسانية في بلاد فارس
حتى
أعلنت معاهدة سلام في عهد كسرى عام ٥٦١ ميلادي و كانت مدة المعاهدة ٥٠ عام ..
في ذلك الوقت كانت الديانة الاسلامية على وشك
الظهور حيث ظهر النبي محمد عليه الصلاة و السلام
و بدأ بتلقي تعاليم الديانة عن طريق الوحي جبريل
عليه السلام في بداية القرن السابع الميلادي
و بدأت
الفتوحات الاسلامية بالقبائل الوثنية في الجزيرة و توسعت الفتوحات على حساب
الامبراطوريات المتحاربة آن ذاك
و توفي عليه الصلاة و السلام في السنة ١١ للهجرة
الموافق ٦٣٢ ميلادي
و أكمل الخليفة الأول أبو بكر رضي الله عنه
الفتوحات بحروب المرتدين أولاً
ثم محاربة البيزنطيين على ضفاف المتوسط و
الساسانيين في بلاد فارس
توفي أبو
بكر و تابع الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه الفتوحات
فسيطر على
بلاد الشام و مصر و حزء من فارس و جاءت خلافة عثمان و علي رضي الله عنهما
و فتحا بلاد فارس كاملة و انتهت حقبة الخلفاء
الأربعة الراشدين بحرب أهليه أدت الى بداية الخلافة الأموية
أكبر
دولة في تاريخ الاسلام من سنة ٤١ للهجرة حتى سنة ١٣٢ هجري ٧٥٠ ميلادي و كانت عاصمتهم
دمشق
حيث بدأت
دولتهم بالخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان و بلغت ذروة اتساعها في عهد الخليفة
العاشر هشام ابن عبد الملك
اذ امتدت
حدود الدولة من أطراف الصين شرقاً حتى جنوب فرنسا غرباً و توقف زحف الأمويين
بعبور
مضيق جبل طارق باتجاه أوروبا بسبب مقاومة قبائل الفرنجة الفرنسيين لهم
ثم
تابعوا فتوحاتهم حتى افريقيا و المغرب و الأندلس و جنوب الغال و السند و ما وراء
النهر
و انتهت الخلافة الأموية بالخليفة مروان ابن محمد
ابن الوليد ابن عبد الملك بعد ثورات
و اضطرابات و فتن عديدة على حكم الأمويين من قِبل
الخوارج و الشيعة و آل العباس أدت الى سقوطهم عام ٧٥٠ ميلادي
و ملاحقتهم و القضاء عليهم من قبل العباسيين
الذين تولوا الخلافة لاحقاً..
تأسست الدولة العباسية على يد العباس ابن عبد
المطلب ابن عم النبي محمد صلى الله عليه و سلم
حيث كان العباسيين يتآمرون على الأمويين و دعموا
ثورات الخوارج و الشيعة ضدهم و استعانوا بالفرس
لزعزعة
كيان الدولة الأموية و استلموا الخلافة و نقلوا عاصمة الخلافة من دمشق الى الكوفة
ثم الى الأنبار و بعدها بنوا مدينة بغداد و
جعلوها عاصمتهم و أصبحت أكبر و أجمل مدن العالم آن ذاك
و ترامت
أطراف الدولة الاسلامية حتى وصلت القوقاز و آسيا الوسطى و الاناضول
و أصبح من الصعوبة السيطرة على الولايات البعيدة
التابعة للدولة و ازدادت الثورات الشعوبية
التي
كانت تحمل أضغاناً للعرب الذين استحوذوا على الحكم طيلة قرون كما ظهرت الطوائف
الاسلامية المختلفة
و الفِرق الدينية المتعددة و نزاعات الأمين و
المأمون أبناء الخليفة هارون الرشيد فقد قتل المأمون أخوه و تفرد بالخلافة
و جمع
حوله قادة من الأصول الفارسية ثم انتقلت الخلافة الى أخوه المعتصم الذي كانت أمه
من أصل تركي
فأحاط نفسه بالحرس التركي و استورد القبائل
التركية و أعطاهم وظائف هامة في الدولة
.. انتهت الألف الأولى الميلادية و بدأت الامبراطورية الاسلامية بالتقلص
لحساب الحملات الصليبية
و تعاقب
على حكم الدولة الاسلامية الفاطميون ثم السلاجقة و الزنكيين و انتقلت الخلافة الى
المستعصم بالله ابن المستنصر
و انتهت في عهده السلطنة الأيوبية بخلع شجرة الدر
زوجة الملك الصالح أيوب عام ١٢٥٠ ميلادي ..
في ذلك
الوقت كان التتار المغول بقيادة جنكيز خان يتمددون و يبسطون سيطرتهم على أراضي
شاسعة عاصمتها بكين
ثم وصلوا
الى بغداد في عهد هولاكو ١٢٥٨ ميلادي ٦٥٦ هجري فدمروا المدينة و و قتلوا أكثر من
مليونين من سكان بغداد
و سُجن الخليفة
المستعصم بالله و منع عنه الطعام حتى مات ..
انتهت الدولة العباسية عملياً و تسلم المماليك
السلطنة و بقي الخليفة مجرد لقب رمزي في كنف الحكم المملوكي
و اندحر
التتار في معركة عين جالوت على يدهم و استمر حكم المماليك حتى معركة مرج دابق عام
١٥١٧
اثر
هزيمتهم على يد السلطان العثماني سليم الأول الذي وصل الى القاهرة و اصطحب معه آخر
خلفاء بني العباس
المتوكل
على الله الثالث و استلم منه رموز الخلافة بردة النبي محمد عليه الصلاة و السلام و
سيف عمر بن الخطاب رضي الله عنه
.. و بذلك انتهت الخلافة بفرعها العربي القريشي و
انتقلت الى الفرع الثاني و هو العثمانيين ..
و في ذلك الوقت تم اكتشاف رأس الرجاء الصالح و
بدأ عصر الاكتشافات و الفتوحات الأوروبية للعالم الجديد
.. في المقال القادم سأتابع الحديث عن
الامبراطورية العثمانية و التمدد الأوروبي و ظهور
الولايات المتحدة الأمريكية بنفس
الوقت حتى الحربين العالميتين
"By Loai Asmi"
الوقت حتى الحربين العالميتين
"By Loai Asmi"